Sonntag, 1. Juli 2007

من دون منح دور لحماس لن يكون هناك أمن ولن تكون هناك عملية سلام






من دون منح دور لحماس لن يكون هناك أمن ولن تكون هناك عملية سلام

النص الكامل للحوار الذي أجرته صحيفة اللوموند مع السيد روبير مالي مدير برنامج الشرق الأوسط والمستشار السابق للرئيس بيل كلينتون لشؤون الشرق الأوسط

- - لوموند: ما هو الوضع في غزة الآن؟

ر. مالي: لدينا في غزة وضع جديد غير مسبوق، أعني أن القطاع تحت سيطرة حركة حماس الفلسطينية، والمنفصل تقريبا عن ما يجري في الضفة الغربية. التحدي اليوم بالنسبة لحماس هو إظهار أنه بإمكانها العمل بصورة أخرى وأفضل من سابقيها فيما يخص عودة الأمن والنظام والقانون إلى غزة، التي عاشت وشهدت الفوضى والاضطراب والتطرف.

لوموند : هل تعتقدون أن الحصار المضروب على غزة هو حل سليم ؟

مالي
: الكلام عن حصار يعطي الانطباع أنه لا شيء يدخل إلى غزة. والحال أن إسرائيل سمحت بدخول بعض الشاحنات، مع المؤن ومعونات إنسانية . لكن هذا بالتأكيد غير كاف للسكان
السياسة التي أقرتها إسرائيل وبلدان أخرى في المنطقة تقوم على إظهار الفارق بين ما يجري في غزة وما يجري في الضفة الغربية، الفكرة هي البرهان للشعب الفلسطيني أن من مصلحته الانضواء وراء فتح ووراء الرئيس عباس، بدلاً من الانضواء وراء حماس، مع التشديد على الفارق في مستوى المعيشة بين غزة والضفة الغربية . لكن كلما جري التقليل من الاعتبار لحماس أكثر كلما جازفنا بتفشي العنف في غزة أو في الضفة الغربية و في تصلب حماس أكثر.

لوموند: هل تعتقدون أن التحكم بقطاع غزة من قبل حماس هو نهائي، أو على الأقل مثبت من اجل حقبة طويلة ؟

مالي : هو على الأرجح ليس نهائي ولا لمدة قصيرة.
ليس نهائي، لأن الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يقبل فصلاً مستمرا بين غزة والضفة الغربية – هذا يعني نهاية الحركة الوطنية ، ونهاية الحلم بدولة مستقلة. وفي النهاية سوف يكون من الضروري أن تتفق حماس وفتح على إعادة توزيع منصف للسلطات السياسية ، والأمنية والاقتصادية .

لكن ليس لمدة قصيرة قطعاً لأننا لا نرى جيدا كيف يمكن حل المأزق الراهن مباشرة وبلا واسطة. فالتوترات ما زالت حية، والشكوك متبادلة أيضا. وكما يبدو تراهن فتح على عزل وإضعاف حماس، وهذا سوف يشجع في المقابل الجناح الأكثر راديكالية في حماس لكي يتدعم في غزة ولكي يرفض كل تسوية. وهذا يوضح أن الديناميات الراهنة - المشجعة ، بكل أسف من قبل البلدان الأخرى – قلما ساعدت على التفاؤل.

لوموند: أعلنت إسرائيل أنها سوف تعيد إلى السلطة الفلسطينية الـ 600 مليون دولار التي للسلطة ؛ من سيستفيد من هذا المبلغ؟

مالي: هذا المبلغ ضروري لدفع رواتب موظفي السلطة الفلسطينية، وإلى هذا الغرض سوف يذهب بالتأكيد. السؤال الأكثر أهمية هو معرفة إن كان سوف يوزع بصورة متساوية بين الضفة الغربية وغزة أو إن كنا سوف نعاقب غزة لكي نقيم تباينا بين المناطق الواقعة تحت سيطرة حماس وتلك التي تحت سيطرة فتح. وسوف يكون ذلك ، وقد أشرت له آنفاً ، خطأ كبيراً.

لوموند: أي مستقبل لمحمود عباس؟

ر مالي: منذ انتخابات كانون ثاني 2006 ، محمود عباس في وضع صعب للغاية، وتقريباً مأساوي. فمن جهة، هو الذي راهن على إدخال/ وقبول حماس في المنظومة السياسية الفلسطينية، مقدراً أنه قد يتمكن من النجاح في قبول الحركة وبالتالي اعتدالها. ومن جهة أخرى، خضع إلى ضغوط جداً قوية، من قبل معسكره ذاته وكذلك من بلدان أساسية كان يعتمد عليها ، كالولايات المتحدة، من أجل عزل الحركة الإسلامية. وهكذا وجد مع رجل في هذا المعسكر ورجل في المعسكر الآخر. والنتيجة: لم تنخرط حماس ولم تضعف.

في اعتقادي، أن الرئيس عباس على الدوام له دور أساسي عليه أن يلعبه ، لكن شريطة أن يتحرر من الضغوط المختلفة و أن يقبل في إعادة إدخال حماس في التركيبة السياسية. ومحمود عباس يبقى ضروري : حماس بحاجة له كمُرحل أو بدال إزاء الخارج؛ وإسرائيل بحاجة له كمفاوض؛ والغرب بحاجة له لأنه الممثل الوحيد الذي يملك مصداقية في الجناح البرغماتي.

لوموند: أليس من مصلحة إسرائيل إضعاف السلطة الفلسطينية من أجل أن تفرض عليها رؤيتها الخاصة بخصوص استقلال فلسطين ؟

مالي: لا أدري إن كان هذا حقا في صالحها، لأنه من دون سلطة فلسطينية ، إسرائيل تجازف في مواجهة البلبلة والفوضى العامة. و الآن، ترتفع، أصوات من طرف الفلسطينيين تطالب بحل السلطة وإرغام إسرائيل على مواجهة وتحمل مسؤولياتها كقوة محتلة . لكن من المؤكد أنه منذ انطلاق الانتفاضة الثانية عام 2000 ، الحصيلة الموضوعية للسياسة الإسرائيلية كانت إضعاف السلطة الفلسطينية ، وجعلها أقل مصداقية في نظر مواطنيها وبالتالي أقل قدرة على توفير وضمان الأمن والنظام.

أما بالنسبة لاستقلال فلسطين ، أعتقد أن كل العالم اليوم – أغلبية الإسرائيليين والفلسطينيين أيضاً- يدركون جيداً أنه أحد الشروط الضرورية لسلام عادل ودائم. وكل ما يجري حالياً، سواء كان من طرف الفلسطينيين أو الإسرائيليين ، لا يعمل سوى على تأخير هذا الاستحقاق ، ومضاعفة عدد الضحايا ، وجعل الحل الوحيد الممكن أكثر صعوبة ، أي التعايش في دولتين متجاورتين.

لوموند: لمن يفيد الوضع الراهن، وكيف يتحرك أو يتطور حسب رأيكم ؟

مالي: الأكثر سهولة هو الإشارة إلى أولئك الذين لا يفيدهم الوضع الراهن ! أي الفلسطينيون، في المكان الأول، ضحايا انقساماتهم وموقف المجتمع الدولي. والانفصال الجغرافي بين غزة والضفة الغربية، تماماً مثل الانفصال السياسي بين حماس وفتح ، هي كارثية بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي ليس حتماً بحاجة لذلك.
لكني اعتبر أن إسرائيل قطعاً قلما تستفيد، لأن فلسطينيين ضعفاء ومنقسمين ليس بمقدورهم توفير الأمن لجيرانهم ولا الانخراط في عملية سلام حقيقي.

وأخيراً ، الغرب- الجاني بفرضه عقوبات على السلطة الفلسطينية ، ومقاطعته حماس بدلاً من السعي أو محاولة قبولها، وبمساهمته إذا في المواجهة الفلسطينية الفلسطينية – لا يخرج من هذه المحنة / التجربة معززا. لأن مخاطر تزايد راديكالية الشعب الفلسطيني و تنامي حركية جهادية في داخله ليسوا محدودين / وبدون أهمية.

أما بالنسبة لحركة و تطور الأزمة، من الصعب التنبؤ أو التكهن بنتائجها. في الوقت الحاضر، أتصور أن الستاتيكو – حماس متحكمة بغزة الخاضعة لعزلة عسيرة ؛ والقوى الموالية لعباس تحاول تثبيت تفوقها في الضفة الغربية مع مساعدة عدد من البلدان الأخرى- سوف يستمر. لكن في لحظة أو أخرى سوف يرى الرئيس عباس ضرورة استئناف الصلة مع حماس، على الرغم من الكلام القاسي جدا الذي يصرح به اليوم بخصوصهم.

وهناك في هذه اللحظة، واحد من خيارين : إما أن المجتمع الدولي سوف يفهم موقفه وسوف يقبل أنه من دون توافق فلسطيني وإذا من دون دور لحماس، لا يمكن أن يكون هناك لا أمن ولا عملية سلام ؛ وإما أن المجتمع الدولي سوف يكرر نهجه / شطط الماضي الخاطىء وسوف يحاول تثبيط همة عباس والاستمرار في هذا النهج. وفي هذه الحالة ، الأسوأ- أي تفاقم العنف الاسرئيلي - الفلسطيني وبين الفلسطينيين – سيحدث ما نخشاه.

لوموند: هل بإمكاننا تصور أنه يمكن لحماس، في مواجهة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تنطوي عليها إدارة قطاع غزة، أن تعدل في مطالبها السياسية ،و الانتقال من الإرهاب إلى السياسة التقليدية والبحث عن تسوية مع إسرائيل؟

مالي: لقد تمسك البعض، منذ انتخابات كانون ثاني 2006، بفكرة أن حماس في مواجهة متطلبات السلطة قد تعدل ليس كثيرا في مطالبها ولكن في ممارستها . وبتعبير آخر أنها قد تقبل وقفاً كاملا ومتبادلا لإطلاق النار، وأنها قد لا تمانع أولا تعارض جهود الرئيس عباس من أجل السلام . لكن هذه الفرضية لم تتوفر إمكانية التحقق منها أبدا لأن حماس – بسبب العقوبات العالمية - لم تحصل أبدا على إمكانية حقيقية لممارسة الحكم.
وشخصيا، لا أعتقد أن حماس على وشك تخفيف أو الاعتدال في مطالبها ؛ هي تعتقد أنها قد ذهبت بعيدا في قبولها مبدأ الدولة في حدود 1967 وفكرة أن كل اتفاق سلام هو خاضع لاستفتاء شعبي ، وهي ترفض بإصرار الاعتراف بإسرائيل . بالمقابل يمكننا من جديد تصور اتفاق ضمني بين حماس وإسرائيل ، يمكن حماس في أن تحكم في غزة مقابل وقف إطلاق نار متبادل . وهذا يمكنه أن يتحقق، بدءا على سبيل المثال بتحرير الجندي الإسرائيلي مقابل تحرير سجناء فلسطينيين.

لوموند: هل أن عودة للجيش الإسرائيلي إلى غز ة ممكنة؟

ر. مالي: جائز، لكنه احتمال ضعيف. لقد غادرت إسرائيل غزة لسبب وجيه: لم تكن تطيق البقاء فيها . محاولة إعادة السيطرة على غزة قد تستلزم بالضرورة عملية عسكرية واسعة فيها مجازفة خطيرة و بنفس الوقت دون ضمان النجاح.

وعطفا على ما تقدم . إذا أدت قذيفة صاروخية فلسطينية إلى إصابة عددا من الضحايا الإسرائيليين، فان أية حكومة إسرائيلية لا يمكنها أن تقاوم الضغط الشعبي والسياسي . وقد تصبح في هذه الحالة عودة الجيش إلى غزة شبه مؤكدة.

لوموند: هل يمكن أن تحل الأزمة في قطاع غزة من دون تدخل قوات دولية؟

مالي : تدخل القوات الدولية لا علاقة له بالأمر أو بما يجري في غزة. ولا يمكنه أن يُحل عن طريق القوة، ولكن فقط عن طريق السياسة، أي في النهاية باتفاق بين حماس والرئيس عباس . اليوم نظراً للعداء، وحتى الكره، يبدو هذا من العسير تصوره. لكن فلسطين تشكل كل ، وعباس يريد أن يكون رئيسا لجميع الفلسطينيين، ومن دون اتفاق بين الفلسطينيين لا يمكن أن يتحقق شيء.

لوموند: أي عائق يوجد هنا في أن يكون قطاع غزة إدارياً وأمنيا تحت سيطرة طرف ثالث مستقل، كالأمم المتحدة؟

مالي: طرف واحد، لكنه على مستوى المهمة : هو حماس التي تسيطر على غزة ولا ترغب في حضور بلد ثالث أو الأمم المتحدة . بعد العراق، من الذي بإمكانه تصور إرسال قوات إلى و في محيط معادي لها وحيث السلاح وفير بكثرة؟ وهذا الحل ليس له معنى.

لوموند: بحسب رأيكم هل شجعت الأسرة الدولية أبو مازن على التخلي عن قطاع غزة للخروج من وضع الحصار ؟ وهل يمكن تصور أن فتح، وإسرائيل وبقية الأسرة الدولية ترتاح وتتلاءم تماماً مع هذا الوضع الراهن والذي يسمح في عزل حماس؟

مالي: كلا، لا أعتقد بفرضية الخطة الميكيافلية التي قد سمحت لعباس التخلص من حكومة الوحدة الوطنية وتوريث حماس هذه الهدية المسمومة التي هي غزة. أحداث غزة تكون الوجه الآخر/ الرد المعاكس الهام والسيء بالنسبة لجميع أولئك الذين كانوا دعموا القوى الموالية لعباس.

وهذا الواقع القائم، لا يترك أدنى مجال للشك أن الأسرة الدولية – وأقصد هنا الولايات المتحدة وأوروبا على الخصوص – قد ساهمت وبدون قصد في هذه النتيجة . فمنذ كانون ثاني 2006 لم يتوقفوا عن محاولة إضعاف وتهميش حماس بهدف غير معلن ( ومستحيل) وهو تعجيل سقوطها.

ولقد أنتج هذا العمل أمرين: من جهة قوى وشجع بين بعض أفراد فتح الوهم بإمكانية عودتهم القريبة إلى السلطة ؛ ومن جهة أخرى قوى وشجع أولئك الذين داخل حماس لم يعتقدوا أبداً بالحل السياسي وأمكنهم هكذا الصراخ والمناداة بالمؤامرة العالمية والهادفة إلى هزيمتهم.
و توفرت لدي الجناح المحارب والعسكري في حماس كل الأسباب ليعلن ويقول: انظروا، لن يدعونا أبدأ نحكم ؛ ويسعون لإضعافنا ولتقليب السكان ضدنا ؛ وفي غضون ذلك، يسلحون فتح ويقدمون لها المساعدة والمال؛ وبالنتيجة عوضاً عن الانتظار لكي تصبح فتح أقوى منا ، فلنهاجم ما دمنا نملك التفوق والقوة.

والنتيجة تحت أبصارنا وهي مأساوية . لقد حان الوقت كي نتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية . و لكثرة اللعب بالنار كل العالم سوف يحترق .
26 / 6 / 2007



--------------------------------------------------------



أهلآ بكم في موقع منظمة حزب الشعب الديمقراطي السوري في ألمانيا

يسعى هذا الموقع إلى نشر مساهمات الكتاب في مختلف المواضيع التي تهم المواطن السوري ويأمل أن يكون جسراً بين الداخل والخارج وأن يساهم في حوار وطني يلتزم باحترام الرأي الآخر ويلتزم القيم الوطنية والديمقراطية وقيم حقوق الإنسان ونتمنى أن يساهم الرفاق والأصدقاء في إغناء هذا الموقع والتواصل معه وشكراً.


المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها فقط


يرجى المراسلة على العنوان التالي

bayad53@gmail.com



Blog-Archiv

منظمة حزب الشعب الديمقراطي السوري في ألمانيا

أهلآ بكم في موقع منظمة حزب الشعب الديمقراطي السوري في ألمانيا